تجربة مع القلق وفقدان الثقة بالذات

يقول:
‏بالرغم مما أعطاني الله من إمكانيات ، ومهارات في الحديث وغيره ، وثقةٍ بالنفس..
‏إلا أن الخوف الاجتماعي والقلق من مواجهة الناس يتملكني أحياناً ويسيطر عليّ ..

و‏لا أدري ما الأسباب الحقيقية ؟
‏ولا أدري لماذا أقف عاجزاً ومُكبلاً ؟
‏ولا أدري متى سأضع حداً لهذه المعاناة ؟

‏ولكني اليوم قررت بأن أضع حداً لكل ذلك ..

‏وسأخوض تحدياً مع الذات في مقاومة هذا الشعور وهذه الأفكار التي تحط من قدري ، وتجعلني أشعر برهبة وقلق غير مُبرر – والتي أؤمن في داخلي بأنها مجرد أفكار غير عقلانية – ولكن هذا هو واقعي الذي أعيشه في كل وقت ..
****
‏التحدي أنني سأدخل مقابلة للترشح لإحدى الوظائف مستعيناً بالله ومستمداً منه الثقة والعون ..
‏وسأركز على أبرز ثلاث أفكار غير منطقية تسببت في هذه المشكلة وشلّت حركتي وسأناقشها بموضوعية وأدحضها بنفسي واستبدلها بأفكار إيجابية ..
‏وسأسلط الضوء عليها وأكون أكثر عقلانية ، وسأراها في حجمها الطبيعي وليس كما كنتُ أعتقد ..
****

‏الفكرة السلبية الأولى:
‏أثناء المقابلة سأتلعثم ولن تصطف كلماتي كما أريد ..
‏‏(مناقشة الفكرة) :
‏بل سأكون هادئاً كعادتي ولن أُسهب في الحديث كثيراً ولن أخوض في مواضيع فرعية لم أقم بالتحضير لها ، وسأتحدث فقط فيما أُحسنه ..
‏فلطالما كنت أفعل هذا بمنتهى الهدوء والتركيز وأجد الثناء ..
****
‏الفكرة السلبية الثانية:
‏ليس لدي معلومات كافية لبعض الأسئلة وسأتعرض للحرج أمامهم ..
‏(مناقشة الفكرة) :
‏الأجوبة التي سأعطيها للجنة سبق وأن ناقشتها وحفظتها ، بل إن بعضها كانت أفكاراً وقناعات معروفة لا يمكن نسيانها ، ولستُ عاجزاً أن أعيدها مرةً أخرى ..
‏فعلاً لقد تحدثت عن هذه المواضيع كثيراً فلماذا سأُخذل إذاً ..
****
الفكرة السلبية الثالثة:
‏لجنة المقابلة سيشعرون بتسارع نبضاتي وانقطاع أنفاسي..
‏(مناقشة الفكرة)
‏الشعور الداخلي لدي لن يراه الآخرون بالضرورة ..
‏خاصة إذا كنتُ مبتسماً ومتأنقاً واعتمدتُ بعد الله على مظهري الخارجي واتزاني فهم سيرون ما أُبديه لهم ولن يروا شيئاً آخر هذا كل ما هناك ..
****

‏بعد كل هذا الاستبصار وهذه الواقعية وهذه العقلانية في التشخيص اجتزت ولله الحمد هذا التحدي ..
ولن يكون لهذا الرُهاب المزعوم أي مكان فله الحمدُ من قبل ومن بعد ..
****
‏فلمن سيطرت على عقله هذه الأفكار التي لم يصدقها ، وظلت تُطارده في كل وقت وجثمت على صدره وكتمت على أنفاسه ..
‏أقول:
‏لماذا عندما تتحدث عن أفكارك وتناقشها مع بعض أصدقائك تناقشها بكل ثقة وهدوء واتزان ..
‏بينما ذات الأفكار تشعر بارتباك عند الحديث عنها مع الآخرين !!
‏أنت من جعلت لهم هالةً أكبر من حجمهم – وإن كانوا يستحقونها ودون استنقاص من أحد – ولكن الأمر أبسط مما كنت تتصور ..
****

‏أخيراً ..
‏استعن بالله ..
‏وثق بذاتك التي تعزّ عليك ..
‏وحضّر أفكارك جيداً ..
‏وناقش تلك الأفكار بموضوعية..
‏وسترى بأنك أهدرت وقتاً في أفكار غير واقعية ، وأفسدت مزاجك ، وفوّت عليك فرصاً قد لا تتكرر مرةً أخرى ..

مشاركة :