أن تكون حازماً لا يعني أبداً أن تصرخ دائماً ، وأن تعاقب لفظياً وبدنياً ، وأن تقوم بالحرمان كخيار أوحد لديك ..
الحزم في التربية ليس معناه أيضاً القسوة والحرمان ، فهو شعرة معاوية بين اللين والتعنيف ..
***
ليس من التشاؤم عندما نصف واقع البعض اليوم بما هو عليه فلقد حُلّت الروابط وانفرطت الضوابط من البيوت ، ولم يعد هنالك أيًّ ضبط واتزان ..
وانعدمت كذلك الرؤية التي يجب وأن يتمتع بها المربون ، فهذا الوصف وإن كان قاسياً فهو مما يُعين في وضع التدابير اللازمة لإعادة الضبط داخل الأسرة..
***
من الأمور المُسلمة والبديهية أنه لابد وأن يكون هناك نظام داخل أسرتك ، كضبط أوقات النوم والأكل والمصروف والعلاقات بين أفراد الأسرة ، بدون أن تحجر واسعاً أو تضيقه ، فالتربية خليط من الحزم واللين وأنت من يقدر درجة التعامل ودرجة الضبط ، وليكن بالحسبان أن أبناءَنا اليوم يعيشون زماناً غير الزمان الذي كنّا نعيشه..
***
بعض الآباء والأمهات يمارسون العنف في التعامل من غير أن يشعروا ، ويظنون أن ذلك تربيةً للأبناء في ضبط سلوكهم وتصرفاتهم ، نعم من الجيد أن نكون حازمين في تربيتنا ولكن بدون ممارسات تفسد العلاقة وتكسر النفوس ، فالأبناء يتمتعون بالذكاء الذي يكفي لفهم ما نريد ..
***
الذين يأخذون موضوع تربية الأبناء بجدية وصرامة يُرهقون أنفسهم ويُرهقون أبناءهم ، فالتربية أبسط مما نتصور فلا تعكروا أجواءكم بالمثاليات وتفرطوا في التهديد فهذا لا يجدي نفعاً على المدى البعيد..
***
ضعوا القواعد التي تضبط تصرفات الأبناء ولا تفرضوها عليهم فرضاً ، وأقيموا توازناً بين منح الحرية ووضع القيود عليهم فذلك متاح فقط بقليل من الثقة بهم وبقدراتهم واختيارهم ..