التربية الإيمانية وتقوية العلاقة بالله من أهم ما يجب أن يحرص الأبوان على تنميته لدى الأبناء إذا ما أردنا لهم الصلاح والهداية ، وبناء شخصية متزنة وسليمة عقدياً ونفسياً ، لحمايتهم من الانحرافات العقدية والسلوكية ودون الخوف من أي مؤثرات خارجية ، وسأشير سريعاً لعدد من التطبيقات العملية في هذا الجانب..
***
تحدث أمام أطفالك عن سعة رحمة الله وعفوه وكرمه وتعميق ذلك في نفوسهم ، وأنه يعفو عن المخطئ ويحب من عباده أن يكونوا رحماء..
***
عندما تُحصّن أبناءك بأذكار الصباح والمساء حدّثهم عن المعاني العظيمة التي اشتملت عليها ليستشعروا جلال خالقهم وقدرته في حفظهم..
***
حبّب أبناءك وتلطف معهم عند أمرهم بالصلاة فهي بركة حياتهم ، وتدرّج معهم لاحقاً في الترغيب بأداء السنن كل حسب استطاعته وتجاوبه ، وتعاهدهم في كل ذلك بشكل مستمر ، ولا يقترن غضبك بأمرك بالصلاة..
***
لا تعوّدوا أنفسكم وأبناءكم على الصمت ، اذكروا الله ، استغفروه ، احمدوه ، سبّحوه ، فإنهم إن اعتادوا ذلك لن يصمتوا أبداً..
***
عند سماع الآذان، اطلبوا من أطفالكم الهدوء وترديده، افعلوا ذلك أمامهم، أشعروهم بالمعاني العظيمة لكلمات الآذان واشرحوها لهم..
***
قم بتبصير الأطفال بنعم الله التي لا تُعد ولا تُحصى إجمالاً ، ثمّ تأمل معهم نعمةً واحدة وتحدّث عنها باستفاضة ، فإذا كان كل هذا في نعمةٍ واحدة فكيف ببقية النعم التي لا يُمكن حصرها..
***
ما سبق كانت إشارات لأهم المعاني التي يجب أن يكون لنا فيها إسهامات ، وينبغي على كل أسرة أن تكون لها رؤية ومنهج علمي وعملي بما يتناسب مع أبنائهم في بناء عقيدة وقيم وسلوكيات..
***
إن البُنية الذهنية في استيعاب المفاهيم لدى الأبناء متفاوتة وتختلف بحسب الأعمار ، لذلك ليس من الصواب أن نقحمهم في مسائل إيمانية عميقة سابقة لأوانها فالتدرج مطلب ، وفيما يتعلق بالأسئلة الغيبية فكن حاضراً ومنصتاً عند طرحها ، فالأطفال يحتاجون في كل المراحل العمرية للنقاش والحوار لتوضيح الكثير من الأمور والرد عليهم ، ولا يجب أبداً أن تُهمل ذلك..