الأساليب الوالدية الخاطئة وغير المدروسة في التربية تؤثر بشكل سلبي على الأبناء ، وقد تتسبّب في عدد من المشكلات في المستقبل ، وتعرقل نمو الأسرة..
***
لا شك بأنّ لدى كل أب أو أم منهجاً يراه هو الصواب في تربيته لأبنائه اتفقنا معهما أو اختلفنا ، وهناك مَن قد يجرّب بعض الطرق الممكنة ويصرّ عليها بالرغم من عدم تقييمها جيداً وبالرغم أيضاً من عدم مناسبتها..
***
التربية ليست حقلاً للتجارب لكل ما نقرأ ونسمع ، وسنستعرض عدداً من التجارب الوالدية التي قامت على (مفاهيم خاطئة) بنى عليها الوالدان طريقتهما في التربية ، وذلك في محاولة لتسليط الضوء عليها ومناقشتها وتصحيحها ما أمكن..
***
المفهوم الأول :
[يجب أن يتّبع الطفل تعليماتي كما هي ، وبالأخص عندما أطلب منه تنفيذ مهام معينة ودون أيّ نقاش]
المناقشة :
من المقرر لدينا بأن طاعة الوالدين واجبة ولا شك في ذلك إطلاقاً ، ولكن علينا أن نساعد الأبناء في تنفيذ كل ما نطلبه منهم من توجيهات وغيرها ، وأن نتجنّب كل ما يدعوهم للرفض أو العناد ، وأن نسمح بمساحة كافية من الحرية والأمان لإبداء الرأي ومناقشتهم في ذلك..
نعم يجب أن يُطيعك أبناؤك ولكن لا تُبالغ في رفع سقف المتوقع والمطلوب والذي قد لا يكون بوسع الأبناء القيام به..
***
المفهوم الثاني :
[ يعصي الأطفال الآباء لأنهم لا يحبونهم ولا يحترمونهم]
المناقشة:
هذه فكرة غير عقلانية ، فقد يرفضون الامتثال لك لسببٍ أو لآخر وليس بالضرورة أنهم لا يحبونك..
هذا الافتراض قد يتسبب بفجوة في العلاقات ، فمثلاً : قد يرفض بسبب أنه لم يفهم جيّداً ما الذي تريده منه بالرغم من حبه لأبويه ، وهذا يدعونا لأن نتفقد توجيهاتنا ونتفحصها جيداً وأن نتأكد من طريقة وصولها لهم..
***
المفهوم الثالث :
[الآباء دائماً على حق]
المناقشة :
كوننا بشر نصيب ونخطئ فلن نُسلّم لهذه القاعدة فهي تفتقد للمرونة والواقعية..
نعم يجب أن تكون هناك قُدسية للوالدين وأن لا نظهر أمامهم بشكل ضعيف ومهزوز ، ولكن عندما يقوم الوالدان بالاعتذار مثلاً عن سلوكٍ ما وبطريقة تحفظ لهما قدرهما فهذا لا يُقلّل من مكانتهما لديهم بل هذا يُعتبر تربيةً لهم على السلوك الصحيح وعلى التواضع..
***
المفهوم الرابع :
[عند توجيه الأمر لا تأخذ بعين الاعتبار مشاعر الابن ، يكفي أن يُنفذ المطلوب منه]
المناقشة:
في حال كنت تعتقد ذلك تكون قد حكمت على علاقتك بأبنائك بالفشل ، نعم نحن متفقون أنه على الابن أنْ يسمع وينفذ القواعد التي تضعها له ، ولكن لا تهمّش مشاعره ، ولا تُعطِ توجيهاً في حال غضب الطفل أو عندما يبكي أو وهو خائف فهذه المشاعر ستقف سدّاً أمام كل محاولاتنا..
المشاعر هي بوابتنا للدخول لعالمهم فحذار من النمط الاستبدادي في التربية والذي لا يُراعي المشاعر ويهملها ، فهذا الأمر له الكثير من التأثيرات السلبية على شخصية ابنك..
***
أخيراً :
لا يُمكن أن نتقبّل إساءة استخدام الوالدين لبعض الأساليب مع أبنائهم بحجة الموروث أو نمط التنشئة الذي اعتمدوا فيه على عادات وتقاليد مضت أو بسبب جهلهم بالطرق الحديثة في التربية..